بذلة الغوص والفراشة - جون دومينيك بوبي
بذلة الغوص والفراشة
جون دومينيك بوبي
ما الحياة؟ - ما الإنسان!
هنا نستكشف حياة عظيمة ، هنا نستكشف إرادة عميقة (لا بالكلمات حتما ، بل
بالفعل المدرك) ، وهنا نتعرى أمام الضعف البشري ؛ لنترك الكلمات تتسلل عبر تلك
القطعة الصغيرة التي عاث فيها الزمن جفافا وتحجّرا..القلب ، فلا نملك سوى التحديق
في الفراغ.. ومزيدا من التحديق في زمن لامحدود وغوص لانهائي حيث مرابع الروح تتكئ
على الضمير والقداسة.
هذا الكتاب العظيم ، نتيجة حتمية للانحباس الحقيقي ، للضجر الناخر عقولنا
وهي تبحث عن الدهشة ، البهجة ، الحب ، دهشة الاكتشاف الأول ، النصر حال العثور على
ما تعطشنا لتحصيله.
يقدم الكتاب للعالم حياة مصاب ب"متلازمة المنحبس" ، والعظيم في
الكتاب أنه كُتب من قبل مصاب بهذه المتلازمة ، فننظر إلى العالم خلال رمش عينه
اليسرى ، ونتحسس لاإراديا أعناقنا لنتأكد بأنها لا زالت تتحرك ، وربما نقرص أجزاء
من جسدنا لنتأكد أننا لم نصب بهذه المتلازمة بعد!.
هنا ، لا تقرأ رواية -لأنها ليست كذلك فعليا!- بل عملا إنسانيا في مقامه
الأول وأدبيا رفيعا عالي المستوى. فتطير مع كثير من الفصول بجناحي فراشة مختالة ،
وتتكئ جناحاك على العث المتطاير من هشاشة المحصول الذي أكله جيش الجراد المتعطش
للمزيد.
ستمسك قلبك تارة ، وتتحسس أعضاءك أخرى ، وتتيح لعينيك أن تندفعا بلا هوادة.
ستكون "بوبي" كثيرا ، ولربما اخترت أن تكون سيليست ، وقد تكره ثيوفيل أو
تتفهمه! ؛ لكن دور كلود المحوري مغرٍ لأن تراقب كل هذا وتعتصر قلبك بيد ، والقلم
بالأخرى.
تحذير:
هذا
الكتاب طافح بالشعرية ، الفكاهة السوداء ، العذوبة ، الحياة ، الألم ، الألم..
الألم.
علاءالدين الدغيشي
@eagle_eyes_
4 March 2020 | 19:51 PM
اقتباسات من الكتاب :
"سأنتظر الشتاء. حين يأتي سأتدثر بإحكام ، لنتسكع حتى الليل متابعين
غروب الشمس ، لحظة يتولى الفنار نثر بوارق أمل على كل الآفاق."
"أود أن أحصل على نصيب من كل هذا المرح ، لكن ما إن أضع عيني الوحيدة
عليهم:الشاب والجدة والمتشرد ، حتى يشيحوا بوجوههم استجابة لرغبة طارئة في تأمل
طفاية الحرائق المثبتة إلى السقف. يبدو أن "السياح" شديدوا الخوف من
النار!."
"ولكن حلمي مطابق تماما للحقيقة. وهي أني غير قادر على نطق كلمة
واحدة."
"حين أطفأتُ "القدّيسة العذراء" ، بدأ النهار في
الانبلاج."
"حالما نبطئ في السير ، تبادر سيليست إلى إحاطة رأسي بيديها
المكشوفتين ، غامرة جبهتي بقبلات مصيتة وهي تردد "هذا أبي،هذا أبي" كمن
يقرأ تعويذة."
"يمكن أن نحلم بأن تحوّل جنيّة خيّرة كل الكراسي المتحركة إلى عربات
شراعية."
"ينحل الخيط الأكثر رهافة ويسقط إلى القاع ، ومن ثمة تلزمه دقائق
عديدة ليشد من جديد. في النهاية لا نفهم نحن أنفسنا هذا الذي كان يبدو ممتعا قبل
أن نتكبّد مشقة إملائه حرفا بحرف."
" منذ أن غدا رفعي لجفني نظيرا لحصة رفع أثقال ، صارت هي بهلوانا
حقيقيا."
تعليقات
إرسال تعليق